أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، أن حكومته هي من سلّمت واشنطن أبو عجيلة مسعود المتّهم الرئيسي بتفجير طائرة الركاب فوق مدينة لوكربي الأسكتلندية سنة 1988.
وفي إقرار هو الأول منذ الإعلان عن اختفاء مسعود، قال الدبيبة في كلمة متلفزة إنّ "أبو عجيلة مسعود ورد اسمه في التحقيقات قبل عامين، قبل مجيء حكومتي، وصدرت بحقّه مذكرة قبض من الإنتربول".
وكان مدّعون عامّون اسكتلنديون أعلنوا الأحد الماضي أنّ مسعود بات محتجزا لدى السلطات الأميركية، لكن من دون أن يوضحوا كيف نُقل من ليبيا إلى الولايات المتّحدة حيث بدأت محاكمته.
وعرض الدبيبة مذكرة ونشرة حمراء دولية للقبض على المتّهم الليبي صادرة من الإنتربول، وأشار إلى أنّ مسعود متّهم بأنّه المسؤول الأول عن خلية صناعة المتفجرات التي استخدمت في تفجير الطائرة.
وكان تسليم مسعود أدى إلى احتجاجات وأثار انقساما شعبيا وسياسيا في ليبيا لا سيّما وأنّ ملفّ قضية لوكربي أغلق قبل نحو عشرين عاما.
وبرّر الدبيبة قرار حكومته تسليم مسعود بالقول "صار لزاما علينا التعاون من أجل استقرار ليبيا، ومحو اسم الإرهاب عن الشعب الليبي البريء"، مشدّداً على أنّ "التعاون تمّ وفق القواعد القانونية مع المتّهمين في قضايا خارج البلاد خاصة ذات الطابع الإرهابي".
وعن الأصوات الرافضة تسليم المتّهم إلى واشنطن، قال الدبيبة إنّ "ليبيا تأخّرت سنوات طويلة بسبب توريطها في عمليات إرهابية حتى أصبحنا في عيون العالم ننتمي إلى دولة إرهابية (...)، أصبح البعض يدافع عن متّهم إرهابي متّهم بقتل 270 روحاً بريئة".
كما شدّد رئيس حكومة طرابلس على رفضه إعادة فتح ملف قضية لوكربي بعدما أغلق قبل عقدين من الزمن بتسوية دفعت بموجبها طرابلس مئات ملايين الدولارات تعويضات لذوي الضحايا.
لكنّ الدبيبة لفت إلى أنّ هناك "مسارا جنائيا" لا بدّ من استمرار التعاون فيه مع الولايات المتّحدة في ما يخص المتّهمين في هذه القضية.
يذكر أن نظام معمر القذافي دفع في 2008 أكثر من ملياري دولار تعويضات لأهالي الضحايا لإقفال ملف القضية.
وأعيد فتح التحقيق في القضية عام 2016 عندما علم القضاء الأميركي بتوقيف أبو عجيلة بعد سقوط نظام القذافي، وبأنّه قدّم اعترافا مفترضا لاستخبارات النظام الليبي الجديد عام 2012.
وكشف محققون أميركيون وقت التفجير عن أدلة على أن أحد المتهمين المحتملين كان اسمه "أبو عجيلة مسعود"، لكنّهم لم يتمكّنوا من تحديد مكانه.
وأدين شخص واحد حتى الآن في تفجير رحلة "بان أميركان 103" في 21 ديسمبر 1988، في اعتداء إرهابي هو الأكثر دموية الذي تشهده الأراضي البريطانية.
والطائرة التي كانت متوجّهة إلى نيويورك انفجرت بعد 38 دقيقة من إقلاعها من لندن، ما أدّى إلى سقوط هيكلها في بلدة لوكربي بينما تناثر الحطام على مساحة شاسعة.
وأسفر التفجير عن مقتل 259 شخصاً، بينهم 190 أميركيا، كانوا على متن الرحلة، إضافة إلى 11 شخصا كانوا على الأرض.
وأمضى ضابط المخابرات الليبي السابق عبد الباسط المقرحي، الذي طالما أكد براءته، سبع سنوات في سجن اسكتلندي بعد إدانته في هذه القضية عام 2001، وتوفي في ليبيا عام 2012.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك